- 06 نوفمبر 2025
- / 5582
شهدت أسعار الذهب في كل من الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا واضحًا خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك بالتزامن مع تراجع الدولار الأمريكي من أعلى مستوى له في خمسة أشهر، إلى جانب تصاعد المخاوف المرتبطة باستمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة وتداعياته الاقتصادية والسياسية. يأتي ذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات.
وأكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب في السوق المحلية صعدت بنحو 30 جنيهًا، ليسجل عيار 21 مستوى 5355 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية عالميًا بنحو 29 دولارًا لتصل إلى 4013 دولارًا، وهو ما يعكس عودة المعدن النفيس فوق المستوى النفسي الأهم عند 4000 دولار للأوقية.
وأضاف إمبابي أن عيار 24 سجل 6120 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4590 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 42840 جنيهًا دون تغيير.
وأشار تقرير «آي صاغة» إلى أن تجاوز الذهب لمستوى 4000 دولار جاء مدفوعًا بضعف أداء الدولار الأمريكي وتزايد قلق المستثمرين من استمرار أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، الأمر الذي يعزز الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا في فترات الاضطراب.
وتابع التقرير أن المستثمرين يترقبون تصريحات مرتقبة لعدد من أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال اليوم، بهدف استشراف ملامح السياسة النقدية المقبلة وسط حالة من عدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة.
وفي سياق البيانات الاقتصادية، كشفت بيانات التوظيف الصادرة عن مؤسسة ADP عن إضافة 42 ألف وظيفة خلال أكتوبر، مقارنة بانخفاض 29 ألف وظيفة في الشهر السابق، وهو ما يعزز الرأي القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى التريّث قبل تنفيذ أي خفض جديد في أسعار الفائدة خلال ديسمبر.
ووصف ستيفن ميران، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، تلك البيانات بأنها "مفاجأة سارة"، لكنه أشار إلى ضرورة اتباع سياسة نقدية أكثر مرونة، محذرًا من أن الإبقاء على السياسة الحالية "يُعرّض الاقتصاد لمخاطر غير ضرورية". ويأتي ذلك في وقت يشهد فيه الفيدرالي انقسامًا واضحًا بشأن وتيرة التخفيضات المستقبلية للفائدة، خصوصًا بعد خفضها ربع نقطة مئوية للأسبوع الثاني على التوالي، وسط مؤشرات على تباطؤ سوق العمل الأمريكي.
وعلى جانب الطلب، أوضح تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر في 5 نوفمبر أن الطلب على الذهب في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 58% على أساس سنوي ليصل إلى 186 طنًا خلال الربع الثالث، مدفوعًا بتدفقات قياسية إلى صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، والتي أضافت وحدها 137 طنًا، بما يمثل 62% من إجمالي التدفقات العالمية. كما سجّلت أحجام التداول في بورصة كومكس وصناديق الذهب الأمريكية مستوى تاريخيًا بلغ 208 مليارات دولار يوميًا خلال أكتوبر.
وفي تقرير آخر للمجلس، تم تسجيل صافي مشتريات بلغ 39 طنًا من جانب البنوك المركزية خلال سبتمبر، لتصل مشتريات العام إلى 200 طن. وتصدرت البرازيل القائمة بإجمالي 15 طنًا، تلتها كازاخستان وجواتيمالا.
إقليميًا، نقلت وكالة «بلومبرج» عن مصادر أن كمبوديا تخطط لتخزين جزء من احتياطياتها الذهبية في قبو بورصة شنغهاي للذهب بمنطقة شنتشن الحرة، في خطوة تعكس توجه عدد من الدول نحو تنويع أماكن تخزين احتياطياتها بعيدًا عن المراكز التقليدية مثل لندن.
ورغم استمرار حالة القلق السياسي والاقتصادي عالميًا، يؤكد التقرير أن الذهب يظل في موقع دفاعي قوي مدعومًا بتراجع الدولار وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة، في الوقت الذي تحد فيه المكاسب المحققة بأسواق الأسهم العالمية من قدرة المعدن الأصفر على تحقيق ارتفاعات أكبر خلال المدى القريب.