- 01 نوفمبر 2025
- / 7926
سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات شهر أكتوبر الماضي بنسبة 3.3%، في حين ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 4%، بدعم من زيادة الطلب من قبل البنوك المركزية، وحالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي التي تسيطر على الأسواق العالمية، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفعت خلال أكتوبر بنسبة 3.3%، أي ما يعادل 170 جنيهًا للجرام، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 تعاملات الشهر عند 5180 جنيهًا، ولامس مستوى 5900 جنيه، قبل أن يغلق عند 5350 جنيهًا.
وفي المقابل، صعدت الأوقية عالميًا بنسبة 4% وبقيمة 145 دولارًا، بعدما افتتحت تعاملات الشهر عند 3858 دولارًا، ولامست مستوى 4381 دولارًا، لتغلق في نهاية الشهر عند 4003 دولارات للأوقية.
وأضاف إمبابي أن أسعار الذهب خلال أكتوبر شهدت ارتفاعات تاريخية وغير مسبوقة سواء في السوق المحلي أو العالمي، نتيجة زيادة الطلب من البنوك المركزية حول العالم على المعدن النفيس، تزامنًا مع تصاعد حالة القلق بشأن الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية، فضلًا عن التوجه الأمريكي نحو إغلاق حكومي جزئي أثر على معنويات الأسواق.
وأشار المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» إلى أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية استقرت خلال تعاملات السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وذلك بعد تراجع الأوقية بنسبة 2.7% متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي وتراجع الطلب مع تنفيذ المستثمرين لعمليات جني أرباح، إلى جانب تقييمهم لاتجاهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وأوضح إمبابي أن جرام الذهب عيار 21 سجل 5350 جنيهًا في ختام تعاملات الأسبوع، بينما تراجعت الأوقية بنحو 111 دولارًا لتستقر عند 4003 دولارات. كما بلغ عيار 24 نحو 6114 جنيهًا، وسجل عيار 18 حوالي 4586 جنيهًا، ووصل عيار 14 إلى 3567 جنيهًا، فيما استقر سعر الجنيه الذهب عند 42800 جنيه.
ولفت إلى أن تراجع أسعار الذهب في البورصة العالمية جاء في ظل تقييم الأسواق لتوقعات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي عقب قرار خفض سعر الفائدة خلال الأسبوع الماضي، حيث حدّ ارتفاع الدولار واستقرار عوائد سندات الخزانة من محاولات المعدن النفيس للعودة إلى الصعود.
وفي تصريحاته بعد الاجتماع، قلّل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من احتمالية خفض الفائدة مجددًا في ديسمبر المقبل، مؤكدًا أن «الأمر ليس محسومًا»، وأن قرارات السياسة النقدية ستظل مرتبطة بالبيانات الاقتصادية المقبلة.
وأضاف التقرير أن تحسّن معنويات السوق العالمية انعكس سلبًا على جاذبية الذهب كملاذ آمن، خاصة بعد اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ والذي انتهى بنتائج إيجابية هدأت من حدة التوتر التجاري بين البلدين. فقد أسفر الاجتماع عن اتفاق هدنة تجارية لمدة عام واحد حتى نوفمبر 2026، شمل خفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الفنتانيل إلى النصف لتصبح 10%، مقابل إزالة الصين لرسومها الجمركية التي تتراوح بين 10% و15% على العديد من المنتجات الزراعية الأمريكية، وتأجيل تطبيق ضوابط تصدير المعادن النادرة التي كانت أعلنت عنها مؤخرًا.
وعلى صعيد آخر، أشار التقرير إلى أن إغلاق الحكومة الأمريكية دخل أسبوعه الخامس دون تحقيق تقدم يُذكر، بعد أن رفع مجلس الشيوخ جلساته الخميس الماضي دون اتفاق، فيما من المقرر أن تُستأنف الجلسات يوم الإثنين المقبل، رغم استمرار تعثر المفاوضات، في وقت يواصل فيه الرئيس ترامب الضغط على الجمهوريين لإنهاء التعطيل وتمرير مشاريع التمويل.
ويؤدي استمرار الإغلاق الحكومي إلى تأجيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية رئيسية، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن تداعياته على الاقتصاد الأمريكي بوجه عام.
ومن المنتظر أن تُصدر مؤسسات القطاع الخاص الأمريكي خلال الأسبوع المقبل مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة، من بينها مؤشر مديري المشتريات الصناعي (PMI) الصادر عن معهد إدارة التوريد (ISM)، وبيانات فرص العمل المتاحة (JOLTS)، ومؤشر ADP للتغير في التوظيف، إضافة إلى تقارير تخفيضات الوظائف واستطلاعات ثقة المستهلك الصادرة عن جامعة ميشيجان، فضلًا عن توقعات التضخم من بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، والتي من المتوقع أن تقدم رؤية أوضح حول سوق العمل الأمريكي وتوقعات التضخم خلال الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بتحركات العملات، يتداول مؤشر الدولار الأمريكي — الذي يقيس قوة العملة الأمريكية أمام سلة مكونة من ست عملات رئيسية — حول مستوى 99.70 نقطة، بعدما لامس أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر يوم الخميس الماضي.
وفي الوقت ذاته، تواصل عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفاعها التدريجي، حيث صعد العائد على السندات لأجل عشر سنوات بنحو 30 نقطة أساس منذ يوم الأربعاء، ليصل إلى 4.11%، وهو أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع.
ووفقًا لأداة CME FedWatch، فقد تراجعت توقعات الأسواق لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر بشكل حاد خلال الأسبوع الماضي، إذ انخفض احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من نحو 91.7% قبل أسبوع إلى حوالي 66.8% حاليًا، مما يعكس تحولًا واضحًا نحو نظرة أكثر حذرًا بعد التصريحات الأخيرة لرئيس الفيدرالي الأمريكي.
واختتم إمبابي تصريحه متوقعًا أن تشهد أسعار الذهب خلال الفترة القريبة المقبلة استقرارًا نسبيًا مع ميل طفيف للتراجع، رغم أن النظرة العامة طويلة الأجل لا تزال إيجابية، مدعومة باستمرار الطلب القوي من البنوك المركزية وحالة عدم اليقين الجيوسياسي التي تعزز مكانة الذهب كأحد أهم الملاذات الاستثمارية الآمنة عالميًا.