• / 6870

 

 

 

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل حالة من الحذر التي تسود الأسواق قبل صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. يأتي ذلك بالتزامن مع تصاعد موجة من التفاؤل بشأن انفراجة مرتقبة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قبيل القمة المنتظرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، المقررة غدًا الخميس، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

 

ارتفاعات واضحة في السوقين المحلي والعالمي

 

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت خلال تعاملات اليوم بنحو 75 جنيهًا، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5400 جنيه، بينما زادت الأوقية عالميًا بمقدار 60 دولارًا لتصل إلى 4020 دولارًا.

وأضاف أن عيار 24 سجل نحو 6171 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 نحو 4629 جنيهًا، واستقر عيار 14 عند 3600 جنيه، في حين وصل سعر الجنيه الذهب إلى 43,200 جنيه.

 

وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب كانت قد تراجعت أمس الثلاثاء بنحو 55 جنيهًا، حيث بدأ جرام الذهب عيار 21 الأسبوع عند 5380 جنيهًا قبل أن يُغلق عند 5325 جنيهًا، بينما انخفضت الأوقية عالميًا بنحو 29 دولارًا لتُغلق عند 3960 دولارًا للأوقية.

 

الذهب يستعيد مستوى 4000 دولار للأوقية عالميًا

 

وعلى الصعيد العالمي، شهد المعدن النفيس تعافيًا طفيفًا خلال تعاملات الأربعاء، بعد ثلاث جلسات متتالية من التراجع، ليستعيد مستوى 4000 دولار للأوقية، بعدما كان قد هبط مؤقتًا إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع قرب 3886 دولارًا.

ويُعزى هذا الارتداد إلى عودة المستثمرين إلى شراء الذهب كملاذ آمن قبيل صدور بيان السياسة النقدية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

 

وتترقب الأسواق أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة إلى نطاق 3.75%-4.00%، في حين ينتظر المستثمرون تصريحات جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لتحديد ملامح السياسة النقدية للفترة المقبلة. وأي إشارات حول دورة ممتدة من التيسير النقدي قد تُحفّز مزيدًا من الإقبال على الذهب، بينما قد تُحدّ النبرة الحذرة من نطاق ارتفاع الأسعار.

 

ضغوط من الدولار الأمريكي وعوائد السندات

 

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستوى 98.88 نقطة منهياً خسائر استمرت يومين، كما صعد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بمقدار 1.6 نقطة أساس ليصل إلى 3.993%، وسط ندرة البيانات الاقتصادية نتيجة الإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر.

 

وفي هذا السياق، أعلنت شركة ADP عن إطلاق تقديرات أسبوعية أولية للتوظيف، وأظهرت بياناتها أن القطاع الخاص الأمريكي أضاف نحو 14,250 وظيفة أسبوعيًا خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 11 أكتوبر.

 

كما أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ارتفاع التضخم الرئيسي بنسبة 0.3% على أساس شهري في سبتمبر، وهو ما جاء أقل من التوقعات البالغة 0.4%، ما عزز التوقعات باتجاه الفيدرالي لمزيد من التيسير النقدي خلال الفترة المقبلة.

 

خلفية قرارات الفيدرالي وتحديات السياسة النقدية

 

في اجتماع سبتمبر الماضي، أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي الأمريكي في النصف الأول من العام، مع تراجع وتيرة نمو الوظائف وارتفاع طفيف في معدلات البطالة، في حين ظل التضخم أعلى من المستهدف.

وكان المحافظ ستيفن ميران هو العضو الوحيد الذي دعا إلى خفض أعمق بمقدار 50 نقطة أساس، ومن المتوقع أن يُعيد طرح هذا الموقف خلال اجتماع اليوم، في ظل تزايد الدعوات لدعم الاقتصاد بخفض قوي في الفائدة.

 

الذهب في قلب التوازنات الجيوسياسية

 

على الصعيد الجيوسياسي، تترقب الأسواق اللقاء المرتقب بين ترامب وشي جين بينغ في قمة APEC، وسط آمال بإبرام اتفاق تجاري متوازن بين واشنطن وبكين.

وقال الرئيس الأمريكي في تصريحات الأربعاء:

 

> «الرئيس الصيني سيأتي غدًا، وآمل أن نتوصل إلى اتفاق جيّد للطرفين»،

وهي التصريحات التي ساهمت في تعزيز التفاؤل في الأسواق العالمية.

 

 

 

توقعات مؤتمر لندن: الذهب قد يختبر مستوى 5000 دولار للأوقية

 

وفي الأفق المتوسط، كشفت مؤشرات مؤتمر رابطة سوق لندن للسبائك (LBMA) لعام 2025 عن تفاؤل متزايد بين المتعاملين، الذين توقعوا أن يختبر الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية بحلول العام المقبل.

 

ووفقًا لاستطلاع أُجري خلال المؤتمر، توقع المشاركون ارتفاع أسعار الذهب إلى 4980.30 دولارًا للأوقية، بزيادة قدرها 25% عن المستويات الحالية، رغم التراجع الأخير دون 4000 دولار بعد موجة بيع أعقبت تسجيل المعدن الأصفر أعلى مستوى تاريخي عند 4360 دولارًا للأوقية.

 

أداء قوي للمعادن الثمينة

 

يسجّل الذهب أفضل أداء سنوي له منذ عام 1979، بارتفاع يتجاوز 50% منذ بداية العام، إلا أن الفضة والبلاتين يتفوقان نسبيًا.

وتُتداول الفضة عند 48 دولارًا للأوقية بزيادة 61%، بينما ارتفع البلاتين إلى 1591 دولارًا للأوقية بزيادة 93%.

 

وتُظهر بيانات مؤتمر لندن أن 40% من المشاركين يتوقعون استمرار تفوق الذهب حتى عام 2026، بينما 30% يراهنون على البلاتين، و21% على الفضة لتكون الأصول الأفضل أداءً في العام المقبل.

 

البنوك المركزية تواصل شراء الذهب رغم تباطؤ الوتيرة

 

على الرغم من تباطؤ وتيرة الشراء الرسمي للذهب خلال الأشهر الأخيرة عقب الارتفاعات الحادة في الأسعار، لا تزال البنوك المركزية لاعبًا رئيسيًا في دعم الطلب العالمي على المعدن النفيس.

 

فقد أعلن البنك المركزي الكوري الجنوبي عن اهتمامه بزيادة احتياطياته من الذهب بعد توقف دام منذ عام 2013، بحسب ما أكده هيونج سون جونج، مدير إدارة الاحتياطيات في بنك كوريا، الذي صرّح قائلًا:

 

> «نراقب الأسواق العالمية لتحديد التوقيت المناسب للعودة إلى شراء الذهب باعتباره أداة تحوط طويلة الأجل».

 

 

 

وفي السياق ذاته، كشف محافظ البنك المركزي في مدغشقر، أيفو أندرياناريفيلو، في مقابلة مع بلومبرج، عن نية بلاده رفع احتياطياتها من الذهب إلى أربعة أطنان بدلًا من طن واحد حاليًا.

 

ووفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، اشترت البنوك المركزية 415 طنًا من الذهب في النصف الأول من عام 2025، بانخفاض عن 525 طنًا في الفترة نفسها من عام 2024، لكنها ما تزال فوق المتوسط التاريخي. ويتوقع المحللون أن تصل الزيادة السنوية إلى نحو 900 طن بنهاية العام الجاري.

 

اتجاهات العام المقبل وتوقعات طويلة الأجل

 

أظهر المسح السنوي لمجلس الذهب العالمي أن 43% من البنوك المركزية تخطط لزيادة احتياطياتها من الذهب خلال العام الجاري، مقابل 29% العام الماضي، في حين يتوقع 95% من مديري الاحتياطيات استمرار النمو في حيازات الذهب خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة.

 

ورغم التراجع المؤقت للأسعار دون مستوى 4000 دولار للأوقية، يتفق الخبراء على أن الذهب سيظل مدعومًا على المدى الطويل بفضل الطلب المستمر من البنوك المركزية والمستثمرين الأفراد، مما يعزز موقع المعدن الأصفر كأصل آمن يحافظ على قيمته في مواجهة التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.