• / 156

سجلت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، لتواصل مكاسبها الممتدة منذ مطلع الشهر، مدعومة بحالة عدم اليقين التي تهيمن على الأسواق العالمية، مع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وتزايد توقعات المستثمرين بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

 

وبحسب التقرير الصادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث، فقد ارتفعت أسعار الفضة عالميًا لتسجل الأوقية مستوى 49 دولارًا، وهو الأعلى منذ عام 2011، مما يعكس الإقبال القوي على المعادن الثمينة كملاذات آمنة في ظل اضطرابات السياسة النقدية وتراجع الثقة في الأصول الدولارية.

 

أداء الفضة في السوق المحلية

 

أوضح التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم بنحو جنيه واحد للجرام، حيث سجّل جرام الفضة عيار 800 نحو 69 جنيهًا، وبلغ سعر جرام عيار 925 حوالي 86 جنيهًا، بينما وصل سعر جرام عيار 999 إلى 86 جنيهًا أيضًا، في حين استقر جنيه الفضة (عيار 925) عند 640 جنيهًا دون تغيير يُذكر.

 

الفضة عالميًا تقترب من قمة 2011

 

قفزت الأوقية في البورصة العالمية من 48 دولارًا إلى 49 دولارًا خلال جلسة اليوم، لتسجّل بذلك أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا. وأرجع التقرير هذا الصعود إلى الطلب القوي على الملاذات الآمنة في ظل المخاوف من استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي، إلى جانب ارتفاع رهانات الأسواق على خفض أسعار الفائدة، ما عزّز من جاذبية المعادن غير المدرة للعائد مثل الذهب والفضة.

 

وأشار «الملاذ الآمن» إلى أن هذه المستويات تُعدّ الأعلى منذ عام 2011، عندما لامست الفضة حاجز الـ50 دولارًا للمرة الثانية في تاريخها، بعد أن وصلت إليه أول مرة عام 1980 أثناء محاولة الأخوين هانت احتكار سوق الفضة عالميًا.

 

مكاسب أسبوعية وشهرية قوية

 

وكشف التقرير عن أن أسعار الفضة في السوق المحلية ارتفعت خلال الأسبوع الماضي بنسبة 13.3%، بالتوازي مع ارتفاعها في البورصة العالمية بنسبة 4.4%، لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011. وجاء هذا الارتفاع مدفوعًا بتراجع الدولار الأمريكي وتزايد الطلب الصناعي إلى جانب تعاظم توقعات الأسواق بشأن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو مزيد من تيسير السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.

 

أما على مدار شهر سبتمبر 2025، فقد أظهرت البيانات أن أسعار الفضة في السوق المحلية ارتفعت بنسبة 27%، بما يعادل زيادة قدرها 14 جنيهًا للجرام، لتصعد من 52 جنيهًا إلى 66 جنيهًا، بينما صعدت الأوقية عالميًا بنسبة 20% من 40 إلى 48 دولارًا، قبل أن تُواصل مكاسبها في أكتوبر وتبلغ 49 دولارًا.

 

العوامل الداعمة لصعود الفضة

 

أوضح التقرير أن استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي الذي يبدو أنه سيطول، إلى جانب حالة عدم اليقين السياسي في فرنسا وتوقعات اتباع بنك اليابان لسياسة نقدية أكثر مرونة، دفعت المستثمرين إلى البحث عن أصول بديلة وآمنة، في مقدمتها الفضة والذهب.

 

وتحظى أسعار المعادن الثمينة بدعم قوي من تراجع الدولار الأمريكي وتزايد مشتريات البنوك المركزية حول العالم، إضافة إلى الضبابية الجيوسياسية العالمية ومخاوف المستثمرين من ضعف العملات الورقية.

 

الفضة بين الاستثمار والصناعة

 

لفت التقرير إلى أن الفضة تتميز بكونها معدنًا مزدوج الاستخدام، حيث تجمع بين كونها معدنًا ثمينًا واستثماريًا من جهة، ومعدنًا صناعيًا يدخل في العديد من التطبيقات الحيوية من جهة أخرى، مثل الطاقة الشمسية والبنية التحتية الكهربائية وصناعة المركبات الكهربائية.

 

وبحسب بيانات معهد الفضة العالمي، بلغ الطلب الصناعي على الفضة خلال عام 2024 مستوىً قياسيًا عند 680.5 مليون أوقية، مدفوعًا بالنمو القوي في استخدام المعدن ضمن قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.

 

ورغم تراجع الطلب الإجمالي على الفضة بنسبة 3% في 2024، إلا أن الطلب ما زال يتجاوز المعروض للعام الرابع على التوالي، مما أسفر عن عجز في السوق بلغ 148.9 مليون أوقية. وتوقّع المعهد استمرار العجز خلال عام 2025 للعام الخامس على التوالي، مع إنتاج متوقع يبلغ 844 مليون أوقية مقابل طلب يفوق 940 مليون أوقية.

 

توقعات السوق

 

أكد التقرير أن الفضة لا تزال تتمتع بزخم قوي يدعم استمرار صعودها، خاصة في ظل توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال العام الحالي، واستمرار حالة الإغلاق الحكومي الأمريكي التي تهدد بتعطيل النشاط الاقتصادي، مما يزيد من إقبال المستثمرين على المعادن الثمينة كملاذات آمنة.

 

وأشار أيضًا إلى أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب شهدت انتعاشًا قويًا الأسبوع الماضي، حيث ساهم مستثمرو القطاع الخاص في زيادة حيازاتهم إلى أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات خلال الشهر الماضي، وفقًا لبيانات «بلومبرغ»، وهو ما يعكس الثقة المتزايدة في المعادن الثمينة كأدوات تحوط فعالة ضد المخاطر الاقتصادية.

 

وفي ختام التقرير، أشار مركز «الملاذ الآمن» إلى عدم وجود مؤشرات على قرب انتهاء الإغلاق الحكومي الأمريكي، موضحًا أن قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي نصحوا أعضاءهم بمغادرة واشنطن خلال فترة الإغلاق، مما يعزز التوقعات باستمرار حالة الشلل السياسي والاقتصادي، وبالتالي استمرار الطلب القوي على الفضة كأحد أبرز الملاذات الآمنة في العالم.