- 07 يوليو 2025
- / 3483
سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الإثنين، في كل من السوق المحلية والبورصة العالمية، وسط ضغوط ناجمة عن صعود الدولار الأمريكي، وارتفاع عوائد السندات، بالإضافة إلى حالة من الترقب تسود الأسواق بشأن إمكانية تنفيذ رسوم جمركية أمريكية جديدة قبل موعدها المتوقع الأربعاء المقبل، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب في السوق المحلي فقدت نحو 25 جنيهًا خلال تعاملات اليوم مقارنة بإغلاق جلسة السبت الماضي، حيث انخفض سعر جرام الذهب عيار 21 ليسجل 4615 جنيهًا، مقابل 4640 جنيهًا في نهاية الأسبوع. وفي الأسواق العالمية، تراجعت الأوقية بنحو 34 دولارًا، لتسجل 3303 دولارات، مقابل 3337 دولارًا بنهاية الأسبوع الماضي.
ووفقًا لبيانات المنصة، سجّل جرام الذهب عيار 24 نحو 5274 جنيهًا، بينما بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 نحو 3956 جنيهًا، وسجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3077 جنيهًا. كما انخفض سعر الجنيه الذهب ليسجل 36920 جنيهًا.
وأضاف إمبابي أن هذا التراجع يأتي بعد مكاسب أسبوعية سجلها الذهب في السوق المحلية خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفع الجرام بنحو 30 جنيهًا، مدعومًا بصعود الأوقية عالميًا من 3274 إلى 3337 دولارًا، قبل أن تعاود التراجع في بداية تعاملات الأسبوع الجديد.
ارتفاع الدولار وعوائد السندات يضغطان على أسعار الذهب
وأشار التقرير إلى أن الضغوط التي تواجه أسعار الذهب حاليًا تعود في المقام الأول إلى صعود مؤشر الدولار الأمريكي، إلى جانب ارتفاع عوائد السندات الحكومية الأمريكية، بعد صدور بيانات قوية لسوق العمل الأمريكي نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما عزز من توقعات بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وأوضح إمبابي أن البيئة النقدية المتشددة في الولايات المتحدة، مع إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة عند مستويات مرتفعة، تؤثر سلبًا على جاذبية الذهب، باعتباره أصلًا لا يدرّ عائدًا، ما يدفع المستثمرين إلى تفضيل أدوات مالية أخرى ذات عوائد أعلى.
تهديدات ترامب بفرض رسوم إضافية تزيد حالة عدم اليقين وتدعم الذهب على المدى المتوسط
وفي سياق متصل، أشار إمبابي إلى أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تحدث فيها عن عزمه فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الدول التي تصطف خلف سياسات مجموعة "بريكس"، قد تؤدي إلى حالة من عدم اليقين الاقتصادي العالمي، ما قد يُعيد للذهب بعضًا من جاذبيته كملاذ آمن، خاصة في ظل تصاعد التوترات التجارية.
وكان ترامب قد صرّح، في تصريحات من مطار موريس تاون الأحد الماضي، أن غالبية الاتفاقيات التجارية سيتم الانتهاء منها أو إرسال إخطارات بشأنها بحلول 9 يوليو، على أن تبدأ الرسوم الجمركية الجديدة اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل. كما كتب عبر منصته "تروث سوشال": "أي دولة تدعم السياسات المعادية لأميركا التي تتبناها بريكس، ستُفرض عليها رسوم إضافية بنسبة 10% دون استثناءات".
وتأتي هذه التهديدات في وقت تنعقد فيه قمة مجموعة بريكس في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، حيث يناقش الأعضاء – البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا – سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، في إطار مساعي "إزالة الدولرة" من المعاملات المالية العالمية.
الأسواق تترقب محضر الفيدرالي وسط مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي على الذهب
على صعيد آخر، يترقب المستثمرون حول العالم صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة التابعة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والمقرر نشره يوم الأربعاء المقبل، والذي من المنتظر أن يسلط الضوء على خلفيات قرار الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة في يونيو عند النطاق 5.25% - 5.50%، ويوضح ملامح السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
وبحسب تقرير "المسح العالمي للذهب" الصادر عن مجلس الذهب العالمي لشهر يونيو، لا يزال الطلب العالمي على الذهب قويًا، مدفوعًا بتزايد التوترات الجيوسياسية، لاسيما بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب الطلب الاستثماري من البنوك المركزية.
ومع ذلك، حذّرت مؤسسة "جولدمان ساكس" من احتمالات تعرض أسعار الذهب لمزيد من الضغوط في حال تراجع وتيرة مشتريات البنوك المركزية، أو إذا دفعت قوة الاقتصاد الأمريكي الاحتياطي الفيدرالي نحو مزيد من التشدد في سياساته النقدية، وهو سيناريو من شأنه أن يُضعف من أداء الذهب خلال المدى القصير إلى المتوسط