- 03 يوليو 2025
- / 3499
إمبابي: ارتفاع أسعار الذهب 880 جنيهًا في النصف الأول من 2025
شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في كل من السوق المحلية المصرية والأسواق العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بالبيانات الاقتصادية الأمريكية التي أظهرت استمرار قوة سوق العمل، ما عزز التوقعات باستمرار السياسة النقدية المتشددة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة حركة الذهب والمجوهرات.
وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية انخفضت بقيمة 35 جنيهًا مقارنة بأسعار ختام تعاملات أمس الأربعاء، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 - وهو الأكثر تداولًا في السوق المصري - نحو 4640 جنيهًا.
وفي المقابل، سجلت الأوقية العالمية تراجعًا بقيمة 30 دولارًا خلال تعاملات اليوم، لتصل إلى مستوى 3328 دولارًا، بعد أن شهدت موجة ارتفاع في الجلسة السابقة.
أسعار الذهب اليوم في السوق المحلية:
عيار 24: 5303 جنيهات
عيار 18: 3977 جنيهًا
عيار 14: 3094 جنيهًا
الجنيه الذهب: 37120 جنيهًا
وكانت أسعار الذهب قد سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات أمس الأربعاء، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4640 جنيهًا، وارتفع إلى 4675 جنيهًا، بزيادة قدرها 35 جنيهًا. كما ارتفعت الأوقية عالميًا من 3338 دولارًا إلى 3358 دولارًا، بزيادة بلغت 20 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن تراجع أسعار الذهب يأتي على خلفية صدور بيانات أمريكية إيجابية تعكس استمرار صلابة سوق العمل، وهو ما يقلل من احتمالات تخفيف السياسة النقدية في المدى القريب، ويعزز قوة الدولار الأمريكي، ما يشكل ضغوطًا على أسعار الذهب.
بيانات الوظائف الأمريكية تعيد تشكيل توقعات الفائدة:
أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية أن عدد الوظائف غير الزراعية (NFP) ارتفع بمقدار 147 ألف وظيفة خلال يونيو، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 110 آلاف وظيفة فقط. كما تم تعديل بيانات شهر مايو بالزيادة لتصل إلى 144 ألف وظيفة بدلًا من 125 ألفًا سابقًا.
وفيما يخص مؤشرات سوق العمل الأخرى، تراجع معدل البطالة إلى 4.1% مقارنة بـ4.2% في الشهر السابق، بينما انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 62.3%. وعلى جانب الأجور، تباطأ معدل نمو الأجور السنوي إلى 3.7% مقارنة بـ3.8% في مايو، وهو ما جاء دون توقعات المحللين البالغة 3.9%.
وفي سياق متصل، أظهرت البيانات أن مطالبات إعانات البطالة الأولية بلغت 233 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي، وهو رقم أقل من التوقعات البالغة 240 ألفًا. بينما سجل المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع نحو 241,500 طلب، وبلغت المطالبات المستمرة نحو 1.964 مليون شخص، وهي أعلى من التوقعات.
وأكد إمبابي أن هذه البيانات تعكس تباطؤًا معتدلًا في سوق العمل الأمريكي، حيث استمر التوظيف بمستويات جيدة، رغم التباطؤ الطفيف في نمو الأجور، ما يفتح المجال أمام الفيدرالي الأمريكي لإعادة النظر في توقيتات قرارات خفض أسعار الفائدة خلال النصف الثاني من العام، خاصة مع تراجع ضغوط التضخم.
وأشار إلى أن الذهب يظل شديد الحساسية تجاه التغيرات في أسعار الفائدة وعوائد الدولار، ما يجعل أي إشارات على استمرار التشديد النقدي تُضعف جاذبية المعدن النفيس لدى المستثمرين.
---
أداء الذهب خلال النصف الأول من 2025: ارتفاعات قياسية رغم التذبذبات
وفي سياق متصل، أوضح سعيد إمبابي أن أسعار الذهب في السوق المحلية المصرية سجلت ارتفاعًا كبيرًا خلال النصف الأول من عام 2025، بلغ نحو 880 جنيهًا، بنسبة نمو تُقدّر بـ 23.5% تقريبًا، وذلك مقارنة بمستويات بداية العام.
وبدأت أسعار الذهب عام 2025 عند مستوى 3740 جنيهًا لجرام الذهب عيار 21، لترتفع تدريجيًا وصولًا إلى ذروة بلغت 5000 جنيه خلال يونيو، قبل أن تستقر عند مستوى 4620 جنيهًا مع نهاية الشهر ذاته.
وعلى الصعيد العالمي، سجلت الأوقية الذهبية ارتفاعًا سنويًا بنحو 684 دولارًا منذ بداية العام، حيث افتتحت تعاملات يناير عند 2624 دولارًا، ولامست أعلى مستوى تاريخي لها عند 3500 دولار في جلسة 22 أبريل، قبل أن تختتم تعاملات النصف الأول عند 3308 دولارات.
وأضاف إمبابي أن هذه الارتفاعات جاءت بدعم من تزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد المخاوف بشأن الحرب التجارية بين القوى الكبرى، إلى جانب عدم اليقين بشأن مستقبل السياسات النقدية العالمية، خاصة في ظل استمرار التضخم في عدة اقتصادات رئيسية.
---
خاتمة تحليلية:
يعكس الأداء الأخير للذهب حجم التأثر الكبير بأساسيات الاقتصاد الكلي، خاصة البيانات الأمريكية المتعلقة بسوق العمل والتضخم والفائدة. وبينما تفرض قوة الدولار والسياسة النقدية المتشددة ضغوطًا آنية على أسعار الذهب، فإن الاتجاهات العامة تشير إلى أن الذهب لا يزال محتفظًا بجاذبيته كأداة للتحوط والاستثمار طويل الأجل، لا سيما في أوقات الاضطرابات الاقتصادية العالمية.