• / 6386

صرح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتجارة الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن الارتفاع القياسي في أسعار الذهب على المستوى العالمي والمحلي، بالتزامن مع تصاعد معدلات التضخم وتراجع القوة الشرائية للمستهلكين، ساهم في حدوث تباطؤ واضح في حركة المبيعات داخل سوق الذهب المصري.

 

وأكد إمبابي على ضرورة قيام الشركات العاملة في قطاع الذهب بابتكار أساليب جديدة لتحفيز المبيعات في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة، مشيرًا إلى أن تقديم منتجات تتماشى مع قدرات المواطنين الشرائية أصبح أمرًا لا بد منه لضمان استمرارية النشاط داخل الأسواق.

 

وأوضح أن أحد الحلول الفعالة يتمثل في زيادة المعروض من سبائك الذهب ذات الأوزان الصغيرة، وخاصة السبائك التي تزن ربع جرام ونصف جرام وجرام واحد فقط، مؤكدًا أن هذه الأوزان تحديدًا أصبحت أكثر توافقًا مع احتياجات المواطنين، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

 

وأضاف أن هذه الفئات من السبائك لا تزال نادرة الوجود داخل السوق المحلي، كما أن تكلفة التصنيع الخاصة بها (المصنعية) تعتبر مرتفعة نسبيًا مقارنة بالسبائك ذات الأوزان الأكبر، وهو ما يُعد تحديًا إضافيًا أمام انتشارها بشكل أوسع.

 

وأشار المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" إلى أهمية تسليط الضوء على معدن الفضة كأداة فعالة للتحوط المالي إلى جانب الذهب، خاصة في ظل انخفاض سعرها النسبي مقارنة بالذهب. ودعا الشركات إلى طرح منتجات فضية تتماشى مع القوة الشرائية للمواطنين، وتستهدف شريحة محدودي الدخل والفئات العمرية الصغيرة، بما يسهم في تلبية احتياجات الادخار والاستثمار بطريقة ميسرة وآمنة.

 

ولفت إلى أن الفضة يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تشجيع فئة الشباب والأطفال على تعلم مفاهيم الاستثمار منذ سن مبكرة، من خلال توفير منتجات منخفضة التكلفة تُستخدم كهدايا أو ادخار شخصي، بما يعزز من وعيهم المالي في المستقبل.

 

وفي سياق متصل، أوضح إمبابي أن سوق الذهب المصري شهد حالة من الركود في حركة البيع والشراء منذ شهر مارس 2024 وحتى الآن، نتيجة للارتفاع الكبير في الأسعار، بالإضافة إلى تزايد عمليات إعادة بيع الذهب من قبل المواطنين للاستفادة من فرق السعر والحصول على السيولة النقدية.

 

وأظهرت بيانات حكومية حديثة ارتفاعًا ملحوظًا في صادرات مصر من الذهب خلال أول شهرين من عام 2025، حيث تجاوزت قيمتها حاجز 2 مليار دولار، مما يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بالذهب المصري.

 

أما على صعيد الأسعار، فقد سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلي زيادة قدرها 1000 جنيه منذ بداية العام وحتى اليوم، بارتفاع نسبته 27%، حيث افتتح العام بسعر 3740 جنيهًا للجرام، وبلغ في الوقت الحالي 4740 جنيهًا.

 

وعالميًا، ارتفعت أسعار الذهب في البورصة العالمية بقيمة 686 دولارًا للأوقية منذ بداية العام، بنسبة زيادة وصلت إلى 26%، حيث بدأت الأوقية عام 2025 عند مستوى 2624 دولارًا وسجلت اليوم 3310 دولارات. ويأتي هذا الارتفاع مدعومًا بعدة عوامل، من بينها النزاعات التجارية وفرض الرسوم الجمركية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من الذهب، إلى جانب توقعات بخفض أسعار الفائدة، وتدفقات مالية كبيرة نحو صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب.

 

وتُظهر هذه المؤشرات – بحسب منصة "آي صاغة" – أن السوق يمر بمرحلة دقيقة تتطلب تكيفًا سريعًا من قبل العاملين في القطاع، من خلال طرح منتجات جديدة تتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والطلب الاستهلاكي المتجدد.