- 08 نوفمبر 2025
- / 3395
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية حالة من الاستقرار خلال تعاملات اليوم السبت، بالتزامن مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وذلك بعد أن أنهت الأوقية تداولات الأسبوع الماضي على تراجع طفيف بنحو دولارين لتغلق عند مستوى 4001 دولار، وفق تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية استقرت اليوم مقارنة بختام تعاملات أمس، ليسجل عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصرية – مستوى 5345 جنيهًا. كما اختتمت الأوقية تعاملات الأسبوع عند 4001 دولار بانخفاض قدره دولاران عن الأسبوع السابق.
وأضاف إمبابي أن عيار 24 سجل 6109 جنيهات، بينما بلغ سعر عيار 18 نحو 4581 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 42,760 جنيهًا دون تغير.
ترقب عالمي للذهب وسط ضبابية اقتصادية وسياسية
وأوضح إمبابي أن استقرار السوق المحلية يأتي في وقت يمر فيه الذهب عالميًا بحالة من الترقب والحذر بعد أسبوعين من التراجعات الحادة، ورغم ضغوط البيع وعمليات جني الأرباح، لا يزال المعدن الأصفر محافظًا على بقائه فوق حاجز 4000 دولار للأوقية. ويرجع ذلك إلى حالة عدم اليقين التي فرضها الإغلاق الحكومي الأمريكي الممتد، إلى جانب المخاوف من احتمالات ركود اقتصادي.
الذهب يستفيد من القلق الأمريكي
وأظهر أداء الذهب عالميًا نهاية أسبوع متباينة، حيث أسهمت البيانات الاقتصادية الضعيفة وتراجع ثقة المستهلك في تعزيز الطلب على الملاذات الآمنة.
وكشفت بيانات جامعة ميشيجان أن ثقة المستهلك الأمريكي هبطت في نوفمبر إلى أدنى مستوى لها منذ يونيو 2022، وسط تزايد القلق من تداعيات الإغلاق الحكومي. كما تشير توقعات الأسواق – وفق أداة CME FedWatch – إلى احتمالات تبلغ 68% بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر القادم.
وأشار تقرير «آي صاغة» إلى أن الأسواق العالمية تترقب قرار الفيدرالي وسط دلائل متزايدة على تباطؤ سوق العمل الأمريكي. فبحسب تقرير تشالنجر جراي وكريسماس، شهد شهر أكتوبر تسريح أكثر من 150 ألف موظف، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 20 عامًا. كما سجل تقرير ADP إضافة 42 ألف وظيفة فقط في القطاع الخاص.
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت لشبكة CNN إن الإغلاق الحكومي يسبب ضررًا أكبر للاقتصاد مما كان متوقعًا، متوقعًا انخفاضًا في نمو الناتج المحلي الإجمالي بين 1% و1.5% خلال الربع الحالي.
كما صرّح فيليب جيفرسون، نائب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بأن البنك المركزي "يجب أن يمضي قدمًا في تخفيض أسعار الفائدة تدريجيًا" مع اقتراب السياسة النقدية من المستوى المحايد، مشيرًا إلى صعوبة التقييم الدقيق للبيانات الاقتصادية في ظل احتمال غياب البيانات بسبب الإغلاق.
صناديق الذهب والبنوك المركزية تواصل دعم الطلب العالمي
وأوضح مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs) سجلت تدفقات صافية بلغت 54.9 طنًا خلال شهر أكتوبر، وجاءت أمريكا الشمالية وآسيا في صدارة المشترين، بينما شهدت أوروبا تدفقات خارجة.
كما استمرت البنوك المركزية في تعزيز احتياطياتها من الذهب، مسجلة مشتريات بلغت 39 طنًا في سبتمبر، ليرتفع صافي المشتريات منذ بداية العام إلى 200 طن.
وتصدّرت البرازيل قائمة المشترين بإضافة 15 طنًا، تلتها كازاخستان وجواتيمالا، بينما واصلت بولندا رفع احتياطياتها لتصل إلى 530 طنًا. كما رفع البنك المركزي الصيني احتياطياته إلى 2304 أطنان رغم تباطؤ وتيرة الشراء في أكتوبر.
توقعات أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة
ويرى محللون أن الذهب لا يزال يتمتع بفرص قوية للصعود على المدى المتوسط، في ظل توقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة وتراجع الدولار الأمريكي، فضلًا عن استمرار البنوك المركزية في تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي.
ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وغياب بيانات اقتصادية مهمة مثل التضخم ومبيعات التجزئة، يرجّح خبراء أن يظل الذهب محافظًا على بقائه فوق مستوى 4000 دولار للأوقية، مع إمكانية تحقيق مستويات أعلى في حال قرر الفيدرالي خفض الفائدة الشهر المقبل.
وعلى الرغم من استمرار الضبابية السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة، يواصل الذهب أداءه كملاذ آمن، محتفظًا بمكانته فوق 4000 دولار للأوقية، بينما تبقى الأسواق العالمية في انتظار أي معطيات جديدة يمكن أن تحدد اتجاه الذهب خلال الأسابيع المقبلة.