• / 122

سجّلت أسعار الفضة ارتفاعًا قويًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتبلغ أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2011، مدفوعة بزيادة الإقبال الاستثماري وتعزّز الطلب على المعادن الثمينة في الأسواق العالمية والمحلية. ووفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" للأبحاث الاقتصادية، جاءت هذه القفزة في الأسعار في ظل تحوّل اهتمام المستثمرين نحو الأصول الآمنة وسط حالة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي.

 

ارتفاع أسعار الفضة في السوق المحلية

 

في السوق المحلية، واصل سعر جرام الفضة عيار 800 صعوده ليسجل 54 جنيهًا، بزيادة قدرها جنيه واحد مقارنة بتعاملات أمس. كما بلغ سعر عيار 925 نحو 62 جنيهًا، في حين وصل عيار 999 إلى 67 جنيهًا. وشهد جنيه الفضة (عيار 925) ارتفاعًا تاريخيًا ليسجل 496 جنيهًا، وهو أعلى مستوى يُسجل على الإطلاق في السوق المصرية.

 

قفزة عالمية في سعر أوقية الفضة

 

عالميًا، ارتفع سعر أوقية الفضة بنحو دولار، ليصل إلى 39.37 دولارًا، وهو أعلى مستوى تبلغه الأوقية منذ أكثر من 13 عامًا. ومنذ بداية عام 2025، تكون الفضة قد حققت مكاسب بنحو 37%، مما يجعلها من بين الأصول الأفضل أداءً خلال هذا العام، خاصةً في ظل الأوضاع الاقتصادية غير المستقرة وسعي المستثمرين للتحوط من تقلبات الأسواق.

 

العوامل المؤثرة في ارتفاع الفضة

 

يرجع هذا الصعود المستمر في أسعار الفضة إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:

 

تزايد التوقعات بشأن تثبيت الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب بنهاية يوليو، ما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول غير المدرة للعائد.

 

تصاعد المخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ما يعزز الطلب على الملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة.

 

اضطرابات سلاسل التوريد العالمية، وتراجع الإنتاج في مقابل زيادة ملحوظة في الطلب الصناعي، خصوصًا من قطاعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.

 

 

أداء الفضة مقارنة بالذهب

 

بحسب التقرير، انخفضت نسبة الذهب إلى الفضة – وهي النسبة التي تُستخدم لقياس مدى تفوق أداء أحد المعدنين على الآخر – إلى 87.16 مقارنة بـ 87.32 في جلسة الثلاثاء. ويعكس هذا التراجع النسبي تفوق الفضة على الذهب خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يزيد من جاذبية المعدن الأبيض كمخزن للقيمة وأداة استثمارية واعدة.

 

مكاسب محلية لافتة منذ بداية العام

 

أوضح تقرير "الملاذ الآمن" أن أسعار الفضة في السوق المصرية ارتفعت بنسبة 32% منذ بداية عام 2025، حيث صعد عيار 800 من 41 جنيهًا في يناير إلى 54 جنيهًا في الوقت الحالي، بزيادة قدرها 13 جنيهًا. أما على الصعيد العالمي، فقفزت الأوقية من 29 دولارًا إلى 39.73 دولارًا، محققة ارتفاعًا بنسبة 37%، متفوقة بذلك على معظم المعادن الثمينة الأخرى خلال نفس الفترة.

 

 

---

 

توقعات إيجابية لمستقبل الفضة

 

يتوقع تقرير "الملاذ الآمن" استمرار الاتجاه الصاعد للفضة خلال الشهور المقبلة، استنادًا إلى عدة مؤشرات من أبرزها:

 

تراجع العائد على السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، ولأجل عامين إلى 3.87%، مما يزيد من جاذبية الفضة كأصل بديل غير مدر للعائد.

 

تقديرات بنك "سيتي" الأمريكي التي رجّحت وصول سعر الأوقية إلى 40 دولارًا خلال الـ 6 إلى 12 شهرًا المقبلة، مع احتمالية تخطي 46 دولارًا خلال الربع الثالث من عام 2025، مدعومة بنمو الطلب الصناعي وتراجع المعروض.

 

انخفاض التقييم النسبي للفضة مقارنة بالذهب، حيث تبلغ نسبة الذهب إلى الفضة حاليًا 87.3، في حين أن متوسطها التاريخي يبلغ 53. وفي حال عودتها لهذا المتوسط، فإن ذلك قد يرفع سعر أوقية الفضة إلى أكثر من 63 دولارًا.

 

 

 

---

 

الفضة لا تزال أمامها هامش صعود كبير

 

من منظور تاريخي، تُظهر البيانات المعدلة بالقيمة الحالية أن الذروة التاريخية التي بلغها سعر الفضة في عام 1980 تعادل نحو 197 دولارًا للأوقية، بينما سجّلت في عام 2011 حوالي 71 دولارًا. وبالنظر إلى السعر الحالي البالغ حوالي 39 دولارًا، يتضح أن الفضة لا تزال تُتداول دون قيمتها التاريخية بكثير، مما يفتح المجال أمام مزيد من الارتفاعات المحتملة خلال الفترة المقبلة.

 

 

---

 

خاتمة

 

مع التوقعات الإيجابية واستمرار الزخم الاستثماري، تُعد الفضة حاليًا من أفضل الخيارات الاستثمارية في الأسواق العالمية والمحلية. وبينما يتأرجح الذهب تحت ضغوط التضخم والفائدة، تواصل الفضة التقدّم مدعومة بالطلب الصناعي والتقييم الجذاب. وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد تشهد أسعار الفضة مستويات غير مسبوقة خلال النصف الثاني من عام 2025.