• / 3402

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، سواء في السوق المحلية أو العالمية، وذلك نتيجة تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق تجاري مع اليابان، بالإضافة إلى تعافي عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وهي العوامل التي دفعت المستثمرين بعيدًا عن الذهب كملاذ آمن، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في أسواق الذهب والمجوهرات.

 

تراجع في الأسعار محليًا وعالميًا

 

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية سجلت تراجعًا بقيمة 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4700 جنيه، مقارنة بـ4710 جنيهات في ختام تعاملات أمس. وعلى المستوى العالمي، تراجعت أسعار الأوقية بنحو 11 دولارًا لتسجل 3421 دولارًا.

 

وأوضح إمبابي أن سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5371 جنيهًا، بينما سجّل عيار 18 حوالي 4029 جنيهًا، وعيار 14 وصل إلى 3134 جنيهًا، كما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 37600 جنيه.

 

وكانت الأسعار قد سجلت خلال تداولات أمس الثلاثاء ارتفاعًا بنحو 25 جنيهًا للجرام، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند 4685 جنيهًا، قبل أن يغلق عند 4710 جنيهات. كما ارتفع سعر الأوقية عالميًا من 3399 دولارًا إلى 3432 دولارًا بنهاية الجلسة.

 

السعر المحلي أقل من العالمي بفارق يتراوح بين 20 و40 جنيهًا

 

وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب في السوق المصرية يتم تداولها حاليًا بأقل من السعر العالمي بفارق يتراوح ما بين 20 إلى 40 جنيهًا للجرام، موضحًا أن هذا الفارق يعود إلى توجه عدد من تجار الذهب الخام نحو تصدير المشغولات إلى الأسواق الخارجية، ما يدفع الأسعار المحلية إلى الانخفاض مقارنة بالسوق العالمية.

 

وأكد أن تسعير الذهب محليًا يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية، تشمل:

 

1. سعر الأوقية في الأسواق العالمية

 

 

2. سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري

 

 

3. عوامل العرض والطلب في السوق المحلي

 

 

 

وأوضح أن سعر الدولار يشهد استقرارًا نسبيًا خلال الفترة الحالية، في حين يسود الهدوء نسبيًا في حركة الطلب داخل السوق.

 

 

---

 

أسباب الضغط على أسعار الذهب

 

شهدت الأسواق حالة من التفاؤل بعد إعلان الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة واليابان، والذي يتضمن خفض الرسوم الجمركية المتبادلة وفتح الأسواق أمام منتجات متعددة تشمل السيارات والأرز والمنتجات الزراعية. هذا الإعلان دفع المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطر كالأسهم، وابتعدوا عن الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، ما شكّل ضغطًا مباشرًا على أسعاره.

 

وفي الوقت ذاته، تعافى الدولار الأمريكي نسبيًا بعد ثلاث جلسات متتالية من التراجع، كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات من أدنى مستوياتها في نحو أسبوعين، ما رفع من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب، وأدى إلى مزيد من التراجع في الأسعار.

 

ومن جانب آخر، صرّح وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، بأن مفاوضين من الولايات المتحدة والصين سيعقدون اجتماعًا جديدًا الأسبوع المقبل في ستوكهولم بالسويد، لمواصلة النقاشات بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري شامل. وقد ساهم هذا التصريح في تعزيز الثقة في الأسواق المالية، وتقليل الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب.

 

 

---

 

ضغوط السياسة النقدية الأمريكية مستمرة

 

ورغم تحسن المعنويات العامة في الأسواق، إلا أن حالة عدم اليقين بشأن السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي لا تزال تلقي بظلالها على توقعات المستثمرين.

 

فقد جدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطه العلنية على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مطالبًا بـخفض أسعار الفائدة، بل وذهب أبعد من ذلك بدعوته إلى استقالة رئيس الفيدرالي جيروم باول، كما دعا وزير الخزانة الأمريكي إلى مراجعة سياسات الفيدرالي، ما أثار موجة من القلق في الأسواق حول استقلالية البنك المركزي الأمريكي.

 

ومن المقرر أن يعقد مجلس الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه المقبل حول السياسة النقدية يومي 29 و30 يوليو الجاري، وسط توقعات واسعة بتثبيت أسعار الفائدة في غياب مؤشرات قوية على تغير السياسة الحالية.

 

 

---

 

بيانات اقتصادية مرتقبة قد تؤثر على الذهب

 

وتنتظر الأسواق خلال تعاملات اليوم صدور عدد من البيانات الاقتصادية الأمريكية المهمة، على رأسها بيانات مبيعات المنازل القائمة، بالإضافة إلى القراءات الأولية لمؤشرات مديري المشتريات العالمية، والتي قد تُحدث تحركات جديدة في أسعار الذهب خلال الجلسات القادمة، بحسب مدى تأثيرها على معنويات المستثمرين وتوجهاتهم نحو المخاطرة أو التحوط.