• / 2249

سجّلت أسعار الذهب في السوق المحلية تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، رغم استقرار سعر الأوقية عالميًا عند مستويات مرتفعة نسبيًا عقب مكاسب قوية حققها المعدن النفيس في جلسة تداول الأمس. ويأتي هذا التراجع المحدود وسط استمرار الضغوط الجيوسياسية والتجارية، بالإضافة إلى تصاعد الجدل حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ما أدى إلى حالة من الترقب والحذر في الأسواق العالمية، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة حركة أسواق الذهب والمجوهرات.

 

أسعار الذهب في السوق المحلية اليوم

 

قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب شهدت انخفاضًا بنحو 10 جنيهات في السوق المحلية خلال تعاملات اليوم، ليسجّل جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في مصر، نحو 4675 جنيهًا، مقارنة بـ4685 جنيهًا في ختام تعاملات أمس.

وأضاف أن جرام الذهب عيار 24 بلغ حوالي 6343 جنيهًا، في حين سجّل عيار 18 نحو 4007 جنيهات، وعيار 14 وصل إلى 3117 جنيهًا، كما سجّل الجنيه الذهب مستوى 37400 جنيه.

 

وعلى الصعيد العالمي، استقر سعر الأوقية (الأونصة) عند 3398 دولارًا، بعد أن كان قد قفز بنحو 49 دولارًا خلال جلسة أمس، حيث افتتح التداول عند 3350 دولارًا وأغلق عند 3399 دولارًا.

 

ورغم هذا الاستقرار، لا يزال المعدن الأصفر يواجه مقاومة قوية قرب مستوى 3400 دولار للأوقية، وسط تراجع نسبي في تدفقات المستثمرين إلى الذهب بسبب تنامي شهية المخاطرة واتجاه جزء من رؤوس الأموال نحو الأصول البديلة، مثل العملات المشفرة والأسهم الأمريكية.

 

 

---

 

توترات تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعمّق القلق في الأسواق

 

أوضح التقرير أن المفاوضات التجارية الجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ما زالت تشهد تعثرًا واضحًا، مع اقتراب الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق في 1 أغسطس. ووفقًا لعدة تقارير دولية، تتضاءل فرص التوصل لتفاهم شامل، ما يزيد من قلق المستثمرين بشأن تصعيد محتمل في الحرب التجارية عبر الأطلسي.

 

وقد هدّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، في محاولة لتقليص العجز التجاري الأمريكي، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده للرد بإجراءات مضادة تستهدف صادرات أمريكية رئيسية، مثل المنتجات الرقمية، ومكونات الطيران، والمشروبات الكحولية.

 

ويُجري الطرفان مفاوضات مكثفة في بروكسل وواشنطن، بمشاركة كبار المسؤولين، منهم مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، ووزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير. ورغم اللهجة المتفائلة التي عبّر عنها لوتنيك مؤخرًا، فقد شدد على أن الموعد النهائي لبدء تنفيذ الرسوم في الأول من أغسطس "صارم ولا مجال لتأجيله"، ما يعكس جدية التهديدات التجارية وتداعياتها المتوقعة على الأسواق العالمية.

 

 

---

 

العملات الرقمية والأسهم الأمريكية تنافس الذهب على جذب الاستثمارات

 

في ظل هذه الأوضاع غير المستقرة، أشار تقرير «آي صاغة» إلى أن الذهب يواجه ضغوطًا متزايدة من الأصول البديلة، حيث تشهد العملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين، اهتمامًا مؤسسيًا متناميًا مع تحسّن البيئة التنظيمية المحيطة بها. كما تشهد أسهم التكنولوجيا الأمريكية ارتفاعات لافتة، ما يعزز من تدفقات المستثمرين نحو البورصات، بدافع التفاؤل بشأن الأداء المالي للشركات الكبرى.

 

ويُعد هذا التوجه من أبرز العوامل التي تحد من قدرة الذهب على تحقيق مكاسب كبيرة، رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية والضبابية الاقتصادية، مما يضع الذهب أمام معادلة صعبة بين محفزات الصعود وضغوط المنافسة الاستثمارية.

 

 

---

 

جدل حول استقلالية الفيدرالي الأمريكي يضغط على الأسواق

 

أثارت تصريحات وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، خلال مقابلة مع شبكة CNBC، جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية، حيث دعا إلى "مراجعة شاملة" لمهام مجلس الاحتياطي الفيدرالي، مشيرًا إلى تجاوزات في النفقات المتعلقة بتجديد مباني المؤسسة، ومتسائلًا عن دور الفيدرالي في ملفات غير نقدية.

 

ووفقًا لتقرير «آي صاغة»، فإن هذه التصريحات خلقت حالة من القلق حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، والتي تُعد عنصرًا حيويًا في الحفاظ على مصداقية السياسة النقدية الأمريكية. وأي تهديد لهذه الاستقلالية قد ينعكس سلبًا على ثقة المستثمرين في الدولار، ويؤدي إلى تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات الشكوك.

 

 

---

 

تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة يحد من مكاسب الذهب

 

أظهرت أحدث بيانات أداة CME FedWatch تراجع احتمالات خفض أسعار الفائدة في اجتماع الفيدرالي المقرر في سبتمبر المقبل إلى 58.3%، مقارنة بنحو 70% قبل شهر، وذلك عقب صدور بيانات اقتصادية أمريكية كشفت عن ارتفاع أسعار السلع المستوردة، ما يدل على استمرار ضغوط التضخم.

 

ويعكس هذا التحوّل في التوقعات اتجاه البنك المركزي الأمريكي نحو سياسة نقدية أكثر تحفظًا، ما يضعف من فرص الذهب في تحقيق مكاسب كونه من الأصول غير المدرة للعوائد. ويترقب المستثمرون ما سيُسفر عنه اجتماع الفيدرالي المقرر في 30 يوليو الجاري، وسط انقسام في الرؤى بشأن الحاجة إلى خفض أسعار الفائدة في ظل البيانات الاقتصادية المختلطة.

 

 

---

 

الخلاصة

 

رغم التراجع المحدود في أسعار الذهب محليًا، يظل المشهد العام مفعمًا بالضبابية والتقلب، في ظل توترات جيوسياسية وتجارية متزايدة، وضغوط من الأصول الاستثمارية البديلة، وتراجع آمال خفض الفائدة، فضلًا عن القلق المتزايد بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. ويُتوقع أن يظل الذهب أداة تحوّط مهمة، لكن مساره سيبقى مرهونًا بتطورات السياسة النقدية الأمريكية ومآلات التوترات التجارية العالمية.