• / 8336

شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية المصرية ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة بلغت 2.6% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء السبت، بينما سجلت أوقية الذهب العالمية ارتفاعًا نسبته 2.7% خلال الأسبوع المنتهي مساء الجمعة، وذلك بحسب التقرير الصادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في متابعة أسعار الذهب والمجوهرات.

 

وأكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا قدره 120 جنيهًا خلال الأسبوع الماضي، حيث بدأ سعر جرام الذهب عيار 21 تعاملاته عند 4665 جنيهًا، ليصل إلى مستوى تاريخي غير مسبوق عند 4800 جنيه، قبل أن يغلق الأسبوع عند 4785 جنيهًا. أما على الصعيد العالمي، فقد ارتفعت أوقية الذهب بقيمة 89 دولارًا، حيث افتتحت تعاملات الأسبوع عند 3238 دولارًا، وسجلت أعلى سعر في تاريخها عند 3358 دولارًا، ثم أغلقت عند مستوى 3327 دولارًا.

 

وأوضح إمبابي أن أسعار باقي الأعيرة شهدت أيضًا ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5469 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4101 جنيه، وعيار 14 نحو 3190 جنيهًا، بينما بلغ سعر الجنيه الذهب 38280 جنيهًا.

 

ووفقًا للتقرير اليومي الصادر عن منصة «آي صاغة»، فقد شهدت الأسعار حالة من الاستقرار النسبي خلال تعاملات السبت، حيث افتتح جرام الذهب عيار 21 عند 4785 جنيهًا، لامس 4790 جنيهًا خلال اليوم، ثم اختتم التعاملات عند نفس مستوى الافتتاح، وذلك بالتزامن مع الإغلاق الأسبوعي للبورصة العالمية.

 

وأشار إمبابي إلى أن الذهب في السوق المحلي لا يزال يحقق ارتفاعات تاريخية، مدفوعًا بصعود الأوقية في الأسواق العالمية واستمرار سعر صرف الدولار الأمريكي فوق مستوى 51 جنيهًا، رغم حالة التباطؤ في المبيعات.

 

وأكد أن عمليات شراء الذهب ما زالت تنطوي على مخاطر معينة بسبب عدم استقرار الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن سياسة البنك المركزي المصري الجديدة التي تتجه نحو التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة بنسبة 2.25%، قد تدفع شريحة كبيرة من المواطنين للعودة إلى الاستثمار في الذهب كملاذ آمن، وهو ما سيزيد الطلب ويدعم استمرار موجة الصعود في الأسعار، خاصة في ظل حالة الضبابية وعدم اليقين في المشهد الاقتصادي العالمي.

 

وبالنظر إلى الأداء منذ بداية عام 2025، فقد ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 في السوق المحلي بقيمة 1045 جنيهًا بنسبة نمو 28%، حيث افتتح العام عند 3740 جنيهًا، وأغلق تعاملات الأسبوع عند 4785 جنيهًا. أما على مستوى البورصة العالمية، فقد ارتفعت أوقية الذهب بنحو 703 دولارات بنسبة 27%، حيث بدأت العام عند 2624 دولارًا وسجلت 3327 دولارًا بنهاية الأسبوع الماضي.

 

وأضاف إمبابي أن أسعار الذهب في السوق العالمي شهدت قفزات حادة خلال الأسبوع الأخير، نتيجة ضعف الدولار وزيادة الطلب الناجم عن التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. كما أوضح أن التصريحات المتشددة التي أدلى بها جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ساهمت في الحد من وتيرة صعود الذهب، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية الأمريكية والمخاطر الجيوسياسية العالمية.

 

وفي سياق متصل، تصاعدت التوترات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، فيما يتعلق بتوجهات السياسة النقدية، حيث تشير تقارير إلى أن ترامب يفكر في إقالة باول، وهو ما يعزز من مكانة الذهب كأداة تحوط قوية، خاصة مع سعي ترامب نحو خفض أسعار الفائدة.

 

وخلال تصريحاته في النادي الاقتصادي بمدينة شيكاغو، قال باول: "إن الاقتصاد الأمريكي لا يزال متينًا، رغم حالة عدم اليقين المتزايدة ومخاطر التباطؤ"، مؤكدًا أن الوضع يسمح بانتظار مزيد من الوضوح قبل اتخاذ قرارات بشأن تغيير السياسة النقدية.

 

كما صرّح دالي، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بأن السياسة لا تزال مقيدة، وقد يكون هناك رفع محتمل في سعر الفائدة مستقبلًا، مكررًا لهجة باول الحازمة. وأضافت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال في وضع جيد، رغم تباطؤ بعض القطاعات، وأكدت أن السياسة النقدية الحالية تضغط على التضخم، ما يشير إلى احتمال بقاء الفائدة مرتفعة أو حتى زيادتها.

 

ومن المتوقع أن تترقب الأسواق خلال الأسبوع المقبل صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة، أبرزها مؤشرات مديري المشتريات الأولية، وتقرير السلع المعمرة، وبيانات المؤشر النهائي لثقة المستهلك، بالإضافة إلى تصريحات مرتقبة من عدد من أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، والتي قد تعطي إشارات أوضح بشأن مستقبل السياسة النقدية الأمريكية خلال الفترة القادمة.